من خريج صنايع الى رجل أعمال محترف

ايآ كانت مهنتك ابحث عن مشاكلها وحلها تفتح لك آفاقآ جديدة

شاب عادي جدآ تخرج من دبلوم صناعي. عمل في بداية حياته في ورش صناعية لحرفة متخصصة. وبعد الخبرة الكافية ومعرفته بالسوق والورش فتح مكتبآ لتجارة خامات هذه الحرفة. وجد مشكلتين في هذه الحرفة، الأولى ان هذه الورش ليس لديها السيولة الكافية للتوسع في شراء الخامات والحصول على تخفيضات الكميات على الرغم من كثرة الطلب عليهم. والمشكلة الثانية ان معظم أصحاب هذه الورش من الصنايعية لم يتلقوا تعليم كاف لتطوير أنفسهم بمعدات وماكينات حديثة فكانوا يعملون بطرق يدوية بدائية بمعدات بسيطة تستغرق الكثير من الجهد والوقت لتنتج في النهاية منتج متوسط الجودة و بكميات قليلة.

فكر صاحبنا في حل المشكلة الأولى بأن يقدم تسهيلات شراء على 12 شهرآ للورش، فيحصل هو على سعر شراء جملة منخفض من الخارج (بدلآ من الإعتماد على تجار جملة محليين) ويقدم لهم بأسعار معتدلة. وبذلك يكون قد استولى على هذا القطاع بالكامل لأنه يقدم تسهيلات أكثر كثيرآ من المنافسين.

ولكن من أين يحصل على التمويل اللازم لتغطية تلك التسهيلات؟ كان له أصدقاء تجارفي مجالات أخرى عندهم فوائض مالية ضخمة، فأقنعهم بالدخول معه شراكة في الصفقات، هم بالتمويل وهو بالبيع والتنفيذ. وقد كان. فأصبح حجم تجارته السنوية بالملايين بدلآ من الآلاف.

اتسعت تجارته وسفرياته للصين للتعاقد مع موردين وإستيراد الخامات. وكان ينتقي معظم مواعيد سفرياته للصين في موعد المعرض الصناعي الصيني الذي يضم معظم الموردين الصناعيين هناك.

كان في هذه الزيارات يستفيد كثيرآ من التعرف على أحدث الماكينات التي تخدم صناعته والتي توفر كثيرآ من الجهد و الوقت على صاحب الورشة. فعند عودته كان يقدم استشارات ونصائح لأصحاب الورش بشراء ماكينات حديثة لعمل الوفرالكافي في الوقت و التكلفة و تحسين الجودة. ونظرآ لإرتفاع أسعارتلك الماكينات الحديثة، فكان يقدم لهم نفس التسهيلات في الشراء. وكان يقوم معهم بدراسة الجدوى و حساب العائد المتوقع من فرق الإنتاجية باستخدام هذه الماكينات مقابل القسط الشهري. فكان ينجز صفقاته بمنتهى السهولة لأن العائد الشهري من ناتج عمل الماكينة كان دائمآ كافيآ لسداد القسط.

فاتسعت تجارته بشكل أكبر بكثير واستولى بالكامل على هذا السوق في محافظته. واتسع نطاق عمله ليشمل الخامات والمعدات و الماكينات و اصبح يتعامل في عشرات الملايين في فترة قصيرة

رجل الأعمال هذا استعمل عقله وعلاقاته في عمل الملايين والتربع على عرش صناعة حرفية وحده. استغل المشاكل الموجودة في سوقه وحلها. ثم طور نفسه وعملاؤه وأسعد شركاؤه (مموليه)..

طيب السؤال: كيف ادار شركته بهذا الحجم الرهيب؟ هل درس إدارة؟

الإجابة: لم يدرس إدارة ولكنه كان ولايزال يعمل بنفسه بطريقة العيادة. وطريقة العيادة هي ان يكون صاحب العمل هو الفاعل لمعظم الأعمال من بيع وتواصل مع العملاء والموردين والممولين، ويستعين بحفنة قليلة من المساعدين ليكونوا بمثابة الأذرع التي تساعده. فله سكرتيرة تعرف الإنجليزية تتواصل مع الشركات الصينية وترتب له المواعيد سواء في السفريات أو مواعيد زياراته لعملائه، كما تنظم له الحسابات. وبعض العمالة الفنية القليلة التي تقوم بالتسليم والنقل تحت اشرافه وأوامره طبعآ.

أما في زياراته للصين فهو متعاقد مع مكتب صيني يتولى ترتيب المقابلات مع الشركات والمصانع الصينية، وله مترجم خاص يتولى الترجمة من العربية الى الصينية و العكس يلازمه في زياراته و مقابلاته.

السؤال الثاني: كيف حافظ على مموليه وثقتهم فيه؟

دقة حساباته، ومعرفته بتفاصيل مهنته وصدقه وأمانته. و كان يوزع الأرباح بانتظام بالإضافة لأصل رأس المال بعد انتهاء كل عملية

السؤال الثالث: كيف حافظ على عمله الخاص في مواسم الكساد؟

كان يجنب أرباحه أول بأول في استثمارات أخرى تحفظ أمواله من فقد قيمتها وتكون رصيدآ له في الأزمات. كما احتفظ بمصروفاته منخفضة طوال الوقت.

صديقي هذا لم يشكو من عدم حصوله على شهادة عليا ولا من عدم معرفته لأي لغة اجنبية، ولم يشكو من ضعف سوقه بل بذل الفكر والجهد والعلاقات للارتقاء بمستواه، فارتقى بمستواه ونفع مجتمعه